자유게시판

البداية والنهاية/الجزء الحادي عشر/صفحة واحدة

작성자 정보

  • Florence 작성
  • 작성일

본문

فكان بينهما ثلاثة أيام واستتمّ القبض على جميع كتّابهما ومن يتصل بهما من أسباب المنيوم للحمامهما وكان ذلك في سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة. فسبق أبو تغلب وانتهى إلى قرية تعرف بالفارسية على نهر الدجيل بينها وبين بغداد نحو ثلاثة فراسخ فعسكر بها وعامل من اجتاز به من أهل السواد بالجميل ولم يأخذ منهم شيئا إلّا بالثمن الوافر وأظهر العدل والإنصاف. وكان ابن بقية قد ملك قيادة بختيار وكان سبب عداوته له أنّ أبا نصر المعروف بابن السراج - واسمه إبراهيم بن يوسف وهو من الأشرار المعروفين بالسعاية - قد جمع بالمكسب الخبيث مالا عظيما وأعتقد ضياعا جليلة فشعثها أبو الفضل تشعيثا يسيرا أخرجه به إلى عداوته والسعى على دمه وكان يجتمع مع المعروف بمحمد بن أحمد الجرجرائي كاتب شرمزن الذي قدمنا خبره وسبب عداوته لأبي الفضل، ويداخلان محمد بن بقية ويعرضانه للمكاسب الجليلة والفوائد العظيمة ولم يزالا به حتى غيّرا رأيه في الوزير أبي الفضل وأوهماه أنّه ساع عليه وأنّه لن يبعد أن يضمنه من بختيار بمال عظيم ثم تجاوزا ذلك إلى أن أشارا عليه بتقلّد الوزارة وأن يسبقه إلى القبض عليه والراحة منه. وكان مستخرجا عسوفا شديد القسوة جاهلا وفيه مع ذلك سماحة وسعة صدر وهو في هذه السيرة متشبه بأهل الشطارة والفتاك والدعار وليس يسلك طريقة أهل الكرم والرياسة ولما أشار عليه هذان بالدخول في الوزارة والقبض على أبي الفضل قبل أن يسبقه إلى ذلك، دهش وعلم أنّه يعجز عمّا أشارا به عليه.


قد كان أبو الفضل قبل صرفه عن الوزارة الأخيرة أطمع بختيار في الموصل وقدّر أنّ خروجه إليها يشغله عن نفسه وقصده ويدفعه عن نكبته وليتغلّل بما يتناوله من تلك الأعمال غلّة وما لا يستعين بها في القضيم والأقوات. ثم إنّ أبا الفضل همّ في هذا الوقت بالقبض عليه فأحبّ ابن بقية أن يتولى أبو الفضل القبض عليه ثم يتسلمه هو ويستخرج أمواله. أمّا سبكتكين فيطلب عنده ثأر أبي قرّة وفي نفسه عليه ما كان منه في استدعاء بختكين آزاذرويه من الأهواز إلى واسط ليقيم مقامه ويجعله ضدّا له، وشيء آخر كان عظيما عنده قبيحا وهو أنّ سبكتكين كان يختصّ غلاما تركيا من غلمانه، مطابخ المنيوم حديثة فغضب عليه وأمر ببيعه في السوق فنصب الوزير أبو الفضل من اشتراه له بضعف قيمته وتحظّاه ونزل عنده منزلة من كان في نفسه منه عشق ثم موّله وأعطاه شيئا كثيرا حتى صار أجلّ وأيسر من غلمان سبكتكين. فقال أبو فراس أخوه بديهة: اسعار ابواب الالمنيوم إن كنت مالكا الأمر كله.


400c332fcde7af7c02c23a445ec9fe78.jpg وجاء الإسماعيليّة منهم يدّعون الوهيّة الإمام بنوع من الحلول وآخرون يدّعون رجعة من مات من الأئمّة بنوع التّناسخ، وآخرون منتظرون مجيء من يقطع بموته منهم وآخرون منتظرون عود الأمر في أهل البيت مستدلّين على ذلك بما قدّمناه من الأحاديث في المهديّ وغيرها. واستخلف حين وزر محمد بن أحمد الجرجرائي وناط الأمور به وبالمعروف بأبي نصر السرّاج واستقصى على أبي الفضل في المطالبة بالمال حتى تقرر أمره على مائة ألف دينار. وكثر ذمّه لأبي الفضل والطعن عليه وادّعى العدل والإنصاف فلم تمض إلّا أيام حتى ارتكب من الظلم والغشم وإثارة الفتن ما صارت أيام أبي الفضل بالقياس إلى أيّامه جارية مجرى أيام العمرين وكل ذلك لسوء نظر بختيار وإهماله الأمور وإقباله على الشهوات واستثقاله مباشرة التدبير حتى سقطت الهيبة وانبسطت العامة وأغار بعضها على بعض وظهرت الأهواء المختلفة والنيّات المتعادية وفشا القتل حتى كان لا يعدم في كل يوم عدة قتلى لا يعرف قاتلوهم وان عرفوا لم يتمكّن منهم فانقطعت مواد الأموال وخربت النواحي المتباعدة بخراب دار المملكة وظهر في كل قرية رئيس منها مستول عليها وتباغوا بينهم وحصل السلطان صفر اليد والرعية هالكون والدور خراب والأقوات معدومة والجند متهارجون. اشتهر السويسريون منذ عهد غليوم تل أنهم في مقدمة الرماة في أوروبا لأن بلادهم تستلزم ذلك ولا تكون حربها بالنظر إلى جبالها إلا مناوشة وكميناً فترى في كل قرية جمعية للرمي وتقام له الأعياد وكل سويسري في سن العسكرية فلاحاً كان أو ساكن المدينة يصرف مع رفقته يوم الأحد ساعات طويلة في التدرب على الرماية وفي كل بيت بندقية أو عدة بنادق لشبان سويسرا يعدونها ليدفعوا بها عن أنفسهم وبلادهم كأنهم لا يزالون في عهد الإقطاعات يكلف فيها كل واحد بحماية نفسه وأسرته ولكن هذا شأن الأمة المسلحة بسلاحين سلاح القوة المادية وسلاح القوة المعنوية العلمية التي لم تكن في القرون الوسطى.


وفي هذه السنة جرت وقعة بين الدّمستق وبين هبة الله بن ناصر الدولة بناحية ميّافارقين وكانت عدة الدمستق عظيمة كثيفة لكنه اتفق أن لقيه في مضيق لا تجول فيه العساكر وكان الدمستق في أول عسكره على غير أهبة تامّة فانهزم الروم وأخذ الدمستق أسيرا وتمكن المسلمون منهم وأعزّ الله دينه وكثر القتل والأسر حتى أنفذ إلى بغداد الرءوس والأيدى وكانت كثيرة فشهرت وكانت هذه الوقعة في آخر يوم شهر رمضان سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة وحبس أبو تغلب الدمستق إلى أن جرح به جراح عظيم فبطّ وتأدت الحال به إلى الموت بعد أن كان أحسن ضيافته واجتهد في علاجه وقدّر أن يبلغ به من ملك الروم ما يريد. فاستروح سبكتكين إلى ذلك وجمع به التشفي من أبي الفضل وفساد أمر بختيار، وتجشّم احتمال الغضاضة في توفية محمد بن بقية حقوق الوزارة بعد أن لم يكن ممن يجوز أن يعدّه من أصاغر خدمه ولا يطمع في دخول داره وإنّما تجرّع ذلك وطابت به نفسه لعظيم ما كان في قلبه من أبي الفضل.



If you cherished this article as well as you desire to get more information regarding سعر شباك الألمنيوم i implore you to check out our own web-site.

관련자료

댓글 0
등록된 댓글이 없습니다.

최근글


새댓글


  • 댓글이 없습니다.