البداية والنهاية/الجزء الحادي عشر/صفحة واحدة
작성자 정보
- Danielle 작성
- 작성일
본문
فتعجّل وصول محمد بن بقية سابقا في آلات الماء فشد من أبي إسحاق وافتتن الجانب الغربي وعاد العوام إلى حمل السلاح والحرب وطلب الطوائل واستتر التجار وتعطلت الأسواق وعبر أهل النباهة من الغربي إلى الشرقي ونزل سبكتكين بأوانا بإزاء عكبرا. فعدل أبو تغلب من موضعه راجعا إليه فنزل في قرية بينهما نحو نصف فرسخ وتصافّ العسكران ووقع الطراد بين سرعان الخيل وطوائف من الاعراب ثم تكافّا وجنحا إلى الصلح. وفي سنة إحدى وستّين وثلاثمائة وقع الصلح بين عضد الدولة وبين أبي صالح منصور بن نوح صاحب خراسان ووقعت المصاهرة فتزوج منصور بن نوح بابنة عضد الدولة ونفذ في ذلك عابد بن علي مع عشرة أنفس مختارين من الأشراف والقضاة والشيوخ المذكورين وتكلّف صاحب خراسان مؤونة عظيمة للرسل والشيوخ وحمل هدايا كثيرة لم تحمل مثلها قطّ إلى عضد الدولة وكتب بينهما كتاب اتفاق بين الجهتين وكتب فيه شهود العراق الحاضرون وشهود خراسان خطوطهم. وقد كان أبو سهل ديزويه العارض مرموقا بمال عظيم ولم يتمكن منه لمصاهرة كانت بينه وبين شيرزاد بن سرخاب. فجرى الأمر على ذلك فقبض أبو الفضل على أبي سهل ديزويه في يوم الخميس وقبض ابن بقية على أبي الفضل يوم الأحد. وفي هذه السنة خلع ثاني يوم قبضه على أبي الفضل وهو يوم الاثنين السابع من ذي الحجة سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة على محمد بن بقيّة وكان إلى هذا اليوم يقدم الطعام إليه ويحمل الغضائر بيده ويتشح بمناديل الغمر ويذوق الألوان عند تقديمه ايّاها على رسم من يخدم في المطبخ خدمته.
ثمّ حدث في الدّول حجاب ثالث أخصّ من الأوّلين وهو عند محاولة الحجر على صاحب الدّولة وذلك أنّ أهل الدّولة وخواصّ الملك إذا نصبوا الأبناء من الأعقاب وحاولوا الاستبداد عليهم فأوّل ما يبدأ به ذلك المستبدّ أن يحجب عنه بطانة ابنه وخواصّ أوليائه يوهمه أنّ في مباشرتهم إيّاه خرق حجاب الهيبة وفساد قانون الأدب ليقطع بذلك لقاء الغير ويعوّده ملابسة أخلاقه هو حتّى لا يتبدّل به سواه إلى أن يستحكم الاستيلاء عليه فيكون هذا الحجاب من دواعيه وهذا الحجاب لا يقع في الغالب إلّا أواخر الدّولة كما قدّمناه في الحجر ويكون دليلا على هرم الدّولة ونفاد قوّتها وهو ممّا يخشاه أهل الدّول على أنفسهم لأنّ القائمين بالدّولة يحاولون على ذلك بطباعهم عند هرم الدّولة وذهاب الاستبداد من أعقاب ملوكهم لما ركّب في النّفوس من محبّة الاستبداد بالملك وخصوصا مع التّرشيح لذلك وحصول دواعيه ومباديه. وكثر ذمّه لأبي الفضل والطعن عليه وادّعى العدل والإنصاف فلم تمض إلّا أيام حتى ارتكب من الظلم والغشم وإثارة الفتن ما صارت أيام أبي الفضل بالقياس إلى أيّامه جارية مجرى أيام العمرين وكل ذلك لسوء نظر بختيار وإهماله الأمور وإقباله على الشهوات واستثقاله مباشرة التدبير حتى سقطت الهيبة وانبسطت العامة وأغار بعضها على بعض وظهرت الأهواء المختلفة والنيّات المتعادية وفشا القتل حتى كان لا يعدم في كل يوم عدة قتلى لا يعرف قاتلوهم وان عرفوا لم يتمكّن منهم فانقطعت مواد الأموال وخربت النواحي المتباعدة بخراب دار المملكة وظهر في كل قرية رئيس منها مستول عليها وتباغوا بينهم وحصل السلطان صفر اليد والرعية هالكون والدور خراب والأقوات معدومة والجند متهارجون.
على نبإ إن الأشافي سائل هذا مثل ضربه الأعشى لأن أهل جبل الأمرار لا يرحلون إلى الأشافي ينتجعونه لبعده إلا أن يجدبوا كل الجدب ويبلغهم أنه مطر وسال. وقع التدبير على أن يخرج سبكتكين في الجانب الشرقي على المقدمة ويتلوه بختيار سائرا على أثره وبينهما مرحلة واحدة فإذا صاروا بإزاء تكريت عبر بختيار وسار في الجانب الغربي واستمرّ سبكتكين سائرا في الشرقي ففعلا ذلك وسبق بختيار إلى الموصل وقد رحل عنها أبو تغلب إلى سنجار بعسكره كلّه وأخلاها من كل ميرة وكل كاتب ومتصرّف، ثم توجه من سنجار إلى مدينة السلام وهو من الجانب الغربي. فأجابه بختيار إلى ذلك كلّه تفاديا من اللقاء. قد كان أبو الفضل قبل صرفه عن الوزارة الأخيرة أطمع بختيار في الموصل وقدّر أنّ خروجه إليها يشغله عن نفسه وقصده ويدفعه عن نكبته وليتغلّل بما يتناوله من تلك الأعمال غلّة وما لا يستعين بها في القضيم والأقوات. وفي هذه السنة جرت وقعة بين الدّمستق وبين هبة الله بن ناصر الدولة بناحية ميّافارقين وكانت عدة الدمستق عظيمة كثيفة لكنه اتفق أن لقيه في مضيق لا تجول فيه العساكر وكان الدمستق في أول عسكره على غير أهبة تامّة فانهزم الروم وأخذ الدمستق أسيرا وتمكن المسلمون منهم وأعزّ الله دينه وكثر القتل والأسر حتى أنفذ إلى بغداد الرءوس والأيدى وكانت كثيرة فشهرت وكانت هذه الوقعة في آخر يوم شهر رمضان سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة وحبس أبو تغلب الدمستق إلى أن جرح به جراح عظيم فبطّ وتأدت الحال به إلى الموت بعد أن كان أحسن ضيافته واجتهد في علاجه وقدّر أن يبلغ به من ملك الروم ما يريد.
وعلى الجملة فالنعم الكاملة إنما حصلت بعد خروجه من السجن. ففكّر سبكتكين في سوء السمعة ولم يقدم على حرم مولاه وعلى الخليفة وخاف عاقبة ذلك. فلمّا تمّ الاتفاق بينهما ركب سبكتكين إلى بختيار مع جماعة من الأتراك فلقيه وسلّم عليه وانصرف، ولم يعد إليه ولا اجتمعا إلّا في الموكب وعلى سبيلهما الأولى في التحرز ونشأت بينهما ظنون سيئة وبلاغات منكرة ووجد الأعداء والمتسوقون طريقا سهلا في الشر فسلكوه فعادا إلى التنافر. بالتالي تبرز الحاجة إلى تواجد المحترفين للتعامل مع مشاكل المطابخ المرتبطة بكيفية التعامل مع البقع والأوساخ التي يصعب إزالتها في الأوقات العادية. وأحب بختيار الخروج إلى الموصل للأمور التي ذكرناها وقد كان أبو المظفر حمدان وأبو طاهر إبراهيم ابنا ناصر الدولة حصلا ببغداد وطمع أبو تغلب في استصلاح أخيه إبراهيم ولم يطمع في حمدان لوكيد العداوة بينهما فكاتب إبراهيم وأرغبه ليقطعه عن مضامّة حمدان وصادف ذلك تقصيرا من بختيار. وجرى كلام في معنى حمدان وأن يفرج عن ضياعه وأملاكه بغلّاتها وعن القلعة المفردة له المسماة وهي قلعة ماردين.
In case you loved this post and سعر باب المنيوم للحمام you would like to receive more details with regards to صور ابواب المنيوم حمامات kindly visit our web site.
관련자료
-
이전
-
다음