مقدمة ابن خلدون - الجزء الثالث - ويكي مصدر
작성자 정보
- Hattie Julia 작성
- 작성일
본문
« قد كان أخذ ابن بسطام خطوطهما في أيّام وزارتي الثانية صلحا عمّا وجب عليهما من خراج ضياعهما بمصر والشام وما أخذاه من المرافق بها مدّة تقلّدهما في أيّامك الأولى بألفي ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار وأدّيا في أيّامى نحو خمسمائة ألف دينار فصرفت على ابن بسطام ساعة وليت الدواوين وقلّدت هذين العاملين المجاهرين باقتطاع مال السلطان وأنشأت إليهما كتابا عن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه بإسقاط ذلك بأسره عنهما، ثم ادّعيت أنّ أمير المؤمنين أمر بذلك وقد أنهيت هذه الحال إلى أمير المؤمنين أطال الله بقاءه. « فقد أمر أمير المؤمنين بمطالبتك بالأموال التي جمعتها وخنته فيها فينبغي أن تقرّ بها عفوا وتصون نفسك عن المكروه. والحكومة لم تدخر وسعاً في هذا السبيل فبذلت الأموال عن سعة في المدن والدساكر فتحت الشوارع الجميلة وجملت الأرض وعبدت الأرصفة الفسيحة وأنشأت المتنزهات الظليلة والحدائق العامة وأقامت فيها المقاعد الكثيرة ليجلس عليها من أحب وأدخلت الكم باء إلى كل مكان وكذلك التلفون والمياه الطاهرة النقية وأقيمت القهاوي المهمة في جميع المحال التي يلحظ إن المسافر يقصدها. فأجابه المقتدر بأنّ عليّ بن عيسى مستحقّ لأضعاف ما جرى عليه وأنّ المحسّن قد أصاب فيما عامله به، وأنّه قد شفعه في أمره، وأمر بحلّ قيده ونزع جبّة الصوف عنه، وتقدّم بعد ذلك بتسليم عليّ بن عيسى إلى ابن الفرات ليؤدّى مال التعجيل من مصادرته.
« أنت قد أسقطت من أرزاق الحرم والولد والحشم والفرسان الذين كنت أوفّيهم أرزاقهم على الإدرار في أيّامى الأولى والثانية مدّة خمس وسنين دبّرت فيها أمر المملكة ما يكون مبلغه في كلّ شهر مع ارتفاع الضياع التي هي ملك خاصّة خمسة وأربعين ألفا يكون في السنة خمسمائة وأربعين ألف دينار وفي هذه المدّة ستّة آلاف ألف دينار ولست تخلو من أن تكون احتجنتها لنفسك أو أضعتها. وفي هذه السنة زلزلت بغداد زلزلة عظيمة دامت أياما وفيها هبت ريح عظيمة بالبصرة قلعت عامة نخلها ولم يسمع بمثل ذلك. وكانت وفاته في أواخر ذي القعدة من هذه السنة عن إحدى وثمانين سنة. » فقال: سعر متر المنيوم الشبابيك « أغضيت عن ذلك لأنّى كنت في ذي القعدة سنة ستّ أوصلت الحسين بن أحمد إلى حضرة أمير المؤمنين وأخذت خطّه في مجلسه بما عقدته عليه من ضمان أعمال الخراج والضياع لمصر والشام في كلّ سنة بعد النفقات الراتبة وإعطاء الجيش في تلك النواحي وهو ألف ألف دينار في كلّ سنة خالصة للحمل إلى بيت المال لا ينكسر منه درهم واحد وذلك بعد أن أخذت خطّه بجميع ما تصرّف فيه من عطاء الجيش والنفقات الراتبة في ناحية ناحية ووقفت عليه أيضا في كلّ سنة لما ينكسر ويتأخّر في هذه الأعمال مائة وثلاثين ألف دينار وخطّه بذلك في ديوان المغرب وهذا غاية ما قدرت عليه.
فأخذ ابن الفرات خطّه بذلك وأنفذه إلى المقتدر بالله فأمضاه. واتفق أن ورد الخبر بدخول أبي طاهر سليمان بن الحسن الجنّابى إلى البصرة سحر يوم الاثنين لخمس بقين من شهر ربيع الآخر في ألف وسبعمائة راجل، وأنّه وصل إليها بسلاليم نصبها بالليل على سورها وصعد إلى أعلى السور، ثم نزل إلى البلد وقتل البوّابين الذين على أبواب السور وفتح الأبواب وطرح بين كلّ مصراعين منها حصى ورملا كان معه على الجمال لئلا يمكن إغلاق الباب المنيوم للحمام عليه، وأنّه لم يعرف سبك المفلحى والى البصرة إلّا في سحر يوم الاثنين ولم يعلم أنّه ابن أبي سعيد الجنّابى، وقدّر أنّهم أعراب. وانظر عمّالك الّذين بحضرتك وكتّابك فوقّت لكلّ رجل منهم في كلّ يوم وقتا يدخل فيه عليك بكتبه ومؤامراته وما عنده من حوائج عمّالك وأمور الدّولة ورعيّتك ثمّ فرّغ لما يورد عليك من ذلك سمعك وبصرك وفهمك وعقلك وكرّر النّظر فيه والتّدبّر له فما كان موافقا للحقّ والحزم فأمضه واستخر الله عزّ وجلّ فيه وما كان مخالفا لذلك فاصرفه إلى المسألة عنه والتّثبّت منه ولا تمننّ على رعيّتك ولا غيرهم بمعروف تؤتيه إليهم.
« إلى أن تقوم؟ فسأل نصر الحاجب والمحسّن أبا الحسن ابن الفرات أن يدعهما يخلوان به، فخلوا وأشارا عليه بالمصادرة فاستجاب إليها، وألزماه ثلاثمائة ألف دينار يعجّل منها في مدّة شهر مائة ألف دينار أوّلها يوم خروجه من دار السلطان إلى حيث يأمن فيه على نفسه ويصل إليه الناس. قال: اشكال مطابخ ألمنيوم فلما انتبهت لبست ثيابي ورحت إلى المسجد الذي ذكر، فإذا فيه ثلاثة جلوس ورؤوسهم في مرقعاتهم، فرفع أحدهم رأسه إليّ وقال: يا أبا القاسم لا تغتر بحديث الخبيث، وأنت كلما قيل لك شيء تقبل؟ « فأيّ شيء أعظم من أن تشهد أنّ أبا سعيد وأصحابه الذين جحدوا القرآن ونبوّة النبي ﵇ واستباحوا عمان وقتلوا أهلها وسبوهم مسلمين وتكاتبهم بذلك وتؤخّر إطلاق أرزاق من يحفظ السور بالبصرة حتى أخلوا بمراكزهم فدخلها القرمطي وقتل أهلها. « ما استغللته من هذه الضياع، ووفّرته من أرزاق من يستغنى عنه تمّمت به عجز الدخل عن النفقات المسرفة حتى اعتدلت الحال فلم أمدّ يدي إلى بيت مال الخاصّة فأمّا الخمسة والأربعون الألف الدينار التي كنت تحملها من أموال المرافق فإني ما استصوبت ما استصوبته أنت من أخذها والإذن للعمّال في أن يرتفقوا، بل حضرتها ورفعتها فلم أعرض لها، لأنّها كانت طريقا إلى تلف أموال السلطان وظلم الرعيّة وخراب البلاد، وأنت كنت تعوّل في النفقات على ما كنت تحوّله من بيت مال الخاصّة إلى بيت مال العامّة، فترضى به الحاشية وتخرب به بيت المال.
When you loved this post and you want to receive much more information relating to تنظيف المطبخ الالمنيوم من الدهون kindly visit our own site.
관련자료
-
이전
-
다음