معجم البلدان/الجزء الأول
작성자 정보
- Rosemary 작성
- 작성일
본문
أول ما كررت الألقاب من المستنصر الذي تولى بعد المستعصم. وأخرج مونس عليّ بن عيسى من الحبس في دار السلطان وأطلقه إلى منزله وأحضر أبا عليّ ابن مقلة وقلّده وزارة القاهر بالله وقلّد نازوك الحجبة مضافة إلى ما إليه من الشرطة بمدينة السلام وأضاف إلى ما كان إلى أبي الهيجاء من أعمال طريق خراسان وحلوان والدينور وطريق سرّ من رأى وبزرج سابور والراذانين ودقوقاء وخانيجان والموصل أعمال المعاون بهمذان ونهاوند والصيمرة والسيروان وماسبذان ومهرجانقذق وأرزن. » وكتب ابن مقاتل إلى البريدي بما جرى وأنفذ أحمد بن عليّ الكوفي ووافى حضرة أبي بكر محمّد بن رائق بمدينة السلام واختلط به نيابة عن أبي عبد الله البريدي وثقل الحسين بن عليّ النوبختي فتأخّر عن الخدمة أيّاما. فلمّا كان يوم الأربعاء لاثنى عشرة ليلة خلت من المحرّم خرج مونس إلى باب الشمّاسيّة دفعة ثانية وخرج معه أبو الهيجاء ونازوك وبنيّ بن نفيس وجميع القوّاد والجيش وزحفوا إلى دار السلطان. ووقع النهب في دار السلطان ومضى بنيّ بن نفيس إلى تربة السيدة بالرصافة فوجد لها هناك ستّمائة ألف دينار فحملها إلى دار السلطان. فأرسل الخليفة إلى ابن حمدان فاستحضره وخلع عليه ولقبه ناصر الدولة يومئذ، وجعله أمير الأمراء، وخلع على أخيه أبي الحسن ولقبه سيف الدولة يومئذ، ولما قتل ابن رائق وبلغ خبر مقتله إلى صاحب مصر الأخشيد محمد بن طغج، ركب إلى دمشق فتسلمها من محمد بن يزداد نائب ابن رائق ولم ينتطح فيها عنزان.
ثم آل به الحال حتى صارت الست تحدثه من وراء الحجاب، ثم علقت به وأحبته وسألته أن يتزوج بها، فاستصغر نفسه وخاف من غائلة ذلك فشجعته هي وأعطته أموالا كثيرة ليظهر عليه الحشمة والسعادة مما يناسبها ليتأهل لذلك، ثم شرعت تهادي القضاة والأكابر، ثم عزمت على تزويجه ورضيت به عند حضور القضاة، واعترض أولياؤها عليها فغلبتهم بالمكارم والهدايا، ودخل عليها فمكثت معه دهرا طويلا، ثم ماتت قبله فورث منها نحو ثلاثمائة ألف دينار، وطال عمره بعدها حتى كانت وفاته في هذه السنة، والله أعلم. ثم قال: شبابيك المنيوم دبل جلاس نحن إذا تأملنا الاختلافات التي تلحق الليل والنهار من ولوج أحدهما على الاخر على طرفي ال سيف والشتاء فالذي يحدث في الهواء من احتدام الحر كلب البرد وما يتبع ذلك من تأثير الأرض والماء بهما وجدناها بحسب الإمعان في جهتي الشمال والجنوب فقط إنا متى لزمنا نحو المشرق والمغرب مدارا واحدا لا يقربنا سلوكه من شمال أو جنوب لم يختلف علينا شيء ما وجوده بالاضافة إلى الافاق بتة اللهم إلا انتقال من صرود إلى جروم أو عكسه مما لا يوجبه ذلك السمت إنما يتفق من جهة الأنجاد والأغوار وأوضاع أحدهما من الآخر فيه وتقدم الطلوع والغروب وتأخرهما إلا أنه ليس بمعلوم بالاحساص وإنما يتوصل إليه بالنظر والقياس فإذا قسمنا المعمورة عرضا بحسب الاختلاف والتغاير على أقسام متوازية في طول الأرض ليتفق كل قسم في المشارق والمغارب على حال واحدة بالتقريب كان أصوب من أن نقسمهما بغير ذلك من الخطوط.
« ولى أيضا عليكم نعم وأياد وعندكم صنائع وعوارف آمل أن تعترفوا بها وتلتزموها ولا تكفروها وتشكروها وإن راجعتم الجميل وتلافيتم هذا الخطب الجليل وفرّقتم جموعكم ومزّقتموها وعدتم إلى منازلكم واستوطنتموها وأقبلتم على شئونكم وتشاغلتم بها وأجريتم في الخدمة على عادتكم فلم تقصروا فيها كنتم بمنزلة من لم يبرح من موضعه ولم يأت بما يعود بتشعث محله وموقعه وكنت الذي تعرفونه في الثقة بكم والإيثار لكم والسكون إليكم والاشتمال عليكم لكم بذلك عهد الله إن عهده كان مسئولا. « ونازوك، فلست أدرى من أيّ شيء عتب ولا لأيّة حال استوحش واضطرب لأنّى لم ألمه على محاربة هارون بن غريب الخال ولم أمنعه من الإنتصار منه والأخذ بثأره عنده ولا أمرت بمعاونة هارون عليه ولا قبضت يده عمّا كانت طويلة إليه منبسطة فيه متمكّنة منه ولا غيّرت له حالا ولا حزت له مالا ولا سمع مني ولا بلغه عني ما يسوء موقعه وينفر منه والله يغفر لنا وله. ومضى أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان إلى دار ابن طاهر ليحدر منها محمّد بن المعتضد بالله فلم يفتح له كافور الموكّل بحفظ الدار وطالبه بعلامة من مونس، فلم تكن معه فانصرف، وأصعد ونازوك بعد أن أخذ العلامة وطرح في طريقه النار في دار هارون بن غريب وأحدر محمّد بن المعتضد ووصل إلى دار السلطان في الثلث الأخير من ليلة السبت للنصف من المحرّم وسلّم عليه بالخلافة وبايعه مونس والقوّاد ولقّب القاهر بالله.
وفيها: ورشة المنيوم توفيت أخت معز الدولة، فركب الخليفة في طيارة وجاء لعزائه فقبّل معز الدولة الأرض بين يديه وشكر سعيه إليه، وصدقاته عليه. ضرب المكوس أواخر الدولة اعلم أنّ الدّولة تكون في أوّلها بدويّة كما قلنا فتكون لذلك قليلة الحاجات لعدم التّرف وعوائده فيكون خرجها وإنفاقها قليلا فيكون في الجباية حينئذ وفاء بأزيد منها كثير عن حاجاتهم ثمّ لا تلبث أن تأخذ بدين الحضارة في التّرف وعوائدها وتجري على نهج الدّول السّابقة قبلها فيكثر لذلك خراج أهل الدّولة ويكثر خراج السّلطان خصوصا كثرة بالغة بنفقته في خاصّته وكثرة عطائه ولا تفي بذلك الجباية فتحتاج الدّولة إلى الزّيادة في الجباية لما تحتاج إليه الحامية من العطاء والسّلطان من النّفقة فيزيد في مقدار الوظائف والوزائع أوّلا كما قلناه ثمّ يزيد الخراج والحاجات والتّدريج في عوائد التّرف وفي العطاء للحامية ويدرك الدّولة الهرم وتضعف عصابتها عن جباية الأموال من الأعمال والقاصية فتقلّ الجباية وتكثر العوائد ويكثر بكثرتها أرزاق الجند وعطاؤهم فيستحدث صاحب الدّولة أنواعا من الجباية يضربها على البياعات ويفرض لها قدرا معلوما على الأثمان في الأسواق وعلى أعيان السّلع في أموال المدينة وهو مع هذا مضطرّ لذلك بما دعاه إليه طرق النّاس من كثرة العطاء من زيادة الجيوش والحامية وربّما يزيد ذلك في أواخر الدّولة زيادة بالغة فتكسد الأسواق لفساد الآمال ويؤذن ذلك باختلال العمران ويعود على الدّولة ولا يزال ذلك يتزايد إلى أن تضمحلّ.
If you cherished this short article and سعر باب المنيوم للحمام you would like to get additional data pertaining to ورشة المنيوم الرياض kindly check out the site.
관련자료
-
이전
-
다음