자유게시판

البداية والنهاية/الجزء الحادي عشر/صفحة واحدة

작성자 정보

  • Charlie 작성
  • 작성일

본문

jpg-254.jpg حافظ وصيّة مولاي فيك التي ما حفظت مثلها فيّ. فدعاه سبكتكين إلى طاعته فأجابه وأخذ عليه العهود والمواثيق بالنصيحة والموالاة وإنّما سكن إليه للعداوة التي بينه وبين أبي تغلب ولأنّ أبا تغلب حافظ على مودة بختيار وواصله ونصره وظاهره فأنفذه سبكتكين على مقدمته. وسار عضد الدولة كما حكينا في الجانب الشرقي وبختيار بازائه في الغربي فلما صار بدير العاقول عبّى عسكره تعبئة اللقاء وجعل موكب خاصته في القلب وفي ميمنته أبا الفتح ابن العميد وجيش الري وفي ميسرته أبا إسحاق إبراهيم بن معزّ الدولة ومحمد بن بقية وطائفة من عسكر بختيار ونزل المدائن على هذه الحالة من الترتيب. فأمّا جواب أبي تغلب ابن حمدان عن رسالته فإنّه أجاب بالمسارعة والإنعام وأنفذ أخاه أبا عبد الله الحسين بن ناصر الدولة إلى تكريت في جمع من جيشه فأقام بها مدة طويلة انتظارا بما يكون من انحدار الأتراك عن بغداد إلى محاربة بختيار فيردّها. واجتمع الأتراك وزحفوا وعقدوا جسرا بسفن كانت معهم من بغداد وكانت معهم أيضا زبازب كثيرة وجيش للماء وعلى مقدمتهم حمدان بن ناصر الدولة فاستأمن حمدان إلى بختيار بكلّ من معه وعبر من الجانب الشرقي إلى الجانب الغربي فأكرمه بختيار ووصله.


فوافى بمن معه من غلمانه وأسسعر باب المنيوم للحمامه وعبر مستأمنا إلى بختيار فتلقّاه وأكرمه وحمل إليه مالا كثيرا وثيابا فاخرة وعدّة وافرة من الخيل والمراكب والبغال والجمال. واتصلت كتبه إلى أبي تغلب يسأله الانحدار، وإلى عضد الدولة يسأله اللحاق ويعلمه أنّ مملكته قد خرجت من يده وأنّه أحق بها ممن غلب عليها حتى إنّه كتب إليه في بعض كتبه البيت الذي كتب به عثمان إلى أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه: فإن كنت مأكولا فكن خير آكل وإلّا فأدركنى ولمّا أمزّق فأمّا أبو تغلب فسار بجميع عسكره بعد أن كان قدّم أخاه الحسين كما كتبنا خبره فيما تقدّم، وصار إلى مدينة السلام فألفاها مفتتنة بالعيارين فقمعهم وقتل جماعة منهم وحمل من بغداد إلى الموصل أشياء كثيرة ظفر بها من آلات فاخرة وأنقاض جليلة وذخائر وودائع. ولمّا تمادى الأمر وانحدر بعد ذلك سبكتكين كما سنحكيه، سار أبو تغلب بجميع جيشه إلى مدينة السلام ليوجب على بختيار الحجة فيما بذل له خطّه من إبطال ما تقرر بالموصل وعمل ببغداد ما سنصفه إن شاء الله. وكان يكاتب أباه ركن الدولة بمثل ذلك الظاهر الجميل الذي يجمع الشفقة عليه والمحاماة عنه وتفديته بنفسه ورجاله في نصرة ابن أخيه الذي هو ابن عمه وباطن رأيه إنّ ذلك الأمر سيضطرب اضطرابا لا تبقى معه بقية إلا باستصلاحه لنفسه دون غيره.


فلم تزل هذه حاله من الصبر على الجوع والعرى ونفاد السلاح والخوف من إقدام من لا يقبله ولا يحتشمه عليه ويكاتب عمه وابن عمه، وعضد الدولة يتوقف ويعده بالمسير مدافعة المماطل المنتظر به الهلاك وركن الدولة يضجّ من ذلك ويبعث ابنه ويستبطئه إلى أن لم يجد عضد الدولة من المسير بدّا، فسار من فارس وسار أبو الفتح ابن العميد من الريّ وكانت عدّة أبي الفتح الوزير التي استصحبها يسيرة بالإضافة إلى ما استظهر به عضد الدولة كثرة وقوة ومددا وذلك أنّه بالغ جدّا ولم تبق بقية في الاحتشاد ولم تكن صورته في ذلك صورة من ينصر ابن عمه على طريق المعاونة والإنجاد ثم الانصراف، بل صورة من يجاهد ويدافع ويقيم بعد الظفر. ولعمري لقد كانت عظيمة وكانت له مع ذلك هيبة في أصحابه وتدابير مصيبة ولكنه أحبّ أن يبذلها في خاصة نفسه لا في معاونة ابن عمه الذي يتصوره بصورة التخلّف وتضييع الأمور وإهمالها وتفويض الوزارة وتدابير المملكة إلى من لا يرجع منه إلى رؤيّة صادقة ولا تدبير صائب ولا صناعة قوية ولا ذكر بين الناس جميل وهو مع ذلك يظهر له المنافسة ويمنعه من مطالبه ويغضّ من أقدار أصحابه الواردين عليه في مهمّاته. « انّك قد جنيت على نفسك جناية عظيمة بما ارتكبته ودبّرته وإنّ كل ما تعمله وتتصرف فيه خطأ وغلط وإنّ الأمر الآن قد خرج عن اليد فاخرج لي عن واسط حتى تكون هي وبغداد في يدي بإزاء أموال الأتراك التي قد حصلت عليّ وتكون البصرة والأهواز ونواحيها في يدك بازاء أموال الديلم واجعل أمري وأمرك واحدا ولا تدخلنّ بيننا أحدا ولا تفتح للحرب بابا فلست من رجالها وأنا ناصح لك مشفق عليك.


ووقعت فتنة عظيمة ببغداد في أول يوم من صفر منها، وذلك أن العامة كرهوا جماعة من الأمراء، الذين قد تغلبوا على أمر الخلافة، وقتلوا المتوكل واستضعفوا المنتصر والمستعين بعده، فنهضوا إلى السجن، فأخرجوا من كان فيه، وجاؤوا إلى أحد الجسرين فقطعوه، وضربوا الآخر بالنار، وأحرقوا، ونادوا بالنفير، فاجتمع خلق كثير وجم غفير، ونهبوا أماكن متعددة، وذلك بالجانب الشرقي من بغداد. وحصل ألفتكين ببغداد في حصار شديد قد أحدقت به الخيول من كل وجه وذاك أن بختيار كاتب ضبّة بن محمد الأسدي وهو رجل من أهل عين التمر كثير العشائر وقد جرت عادته بالتبسط بأن يشنّ الغارات على أطراف بغداد ويمنع من جلب الميرة إليها ففعل ووجد الطريق إلى بغيته فنهب السواد وقطع السبل. لما سمع ألفتكين بخبر عضد الدولة وحصوله بالأهواز نخب قلبه ورأى أن يحصل ببغداد ويجعلها وراء ظهره وتكون حربه على ديالى. ثمّ إنّ الدّول القديمة الكثيرة الجنود المتّسعة الممالك كانوا يقسمون الجيوش والعساكر أقساما يسمّونها كراديس ويسوّون في كلّ كردوس صفوفه وسبب ذلك أنّه لمّا كثرت جنودهم الكثرة البالغة وحشدوا من قاصية النّواحي استدعى ذلك أن يجهل بعضهم بعضا إذا اختلطوا في مجال الحرب واعتوروا مع عدوّهم الطّعن والضّرب فيخشى من تدافعهم فيما بينهم لأجل النّكراء 156 وجهل بعضهم ببعض فلذلك كانوا يقسمون العساكر جموعا ويضمّون المتعارفين بعضهم لبعض ويرتّبونها قريبا من التّرتيب الطّبيعيّ في الجهات الأربع ورئيس العساكر كلّها من سلطان أو قائد في القلب ويسمّون هذا التّرتيب التّعبئة وهو مذكور في أخبار فارس والرّوم والدّولتين وصدر الإسلام فيجعلون بين يدي الملك عسكرا منفردا بصفوفه متميزا بقائده ورايته وشعاره ويسمّونه المقدّمة ثمّ عسكرا آخر ناحية اليمين عن موقف الملك وعلى سمته يسمّونه الميمنة ثمّ عسكرا آخر من ناحية الشّمال كذلك يسمّونه الميسرة ثمّ عسكرا آخر من وراء العسكر يسمّونه السّاقة ويقف الملك وأصحابه في الوسط بين هذه الأربع ويسمّون موقفه القلب فإذا تمّ لهم هذا التّرتيب المحكم إمّا في مدى واحد للبصر أو على مسافة بعيدة أكثرها اليوم واليومان بين كلّ عسكرين منها أو كيفما أعطاه حال العساكر في القلّة والكثرة فحينئذ يكون الزّحف من بعد هذه التّعبئة وانظر ذلك في أخبار الفتوحات وأخبار الدّولتين بالمشرق وكيف كانت العساكر لعهد عبد الملك تتخلّف عن رحيله لبعد المدى في التّعبئة فاحتيج لمن يسوقها من خلفه وعيّن لذلك الحجّاج بن يوسف كما أشرنا إليه وكما هو معروف في أخباره وكان في الدّولة الأمويّة بالأندلس أيضا كثير منه وهو مجهول فيما لدينا لأنّا إنّما أدركنا دولا قليلة العساكر لا تنتهي في مجال الحرب إلى التناكر بل أكثر الجيوش من الطّائفتين معا يجمعهم لدينا حلّة 157 أو مدينة ويعرف كلّ واحد منهم قرنه ويناديه في حومة الحرب باسمه ولقبه فاستغنى عن تلك التّعبئة.



Here is more information in regards to ورشة المنيوم الرياض look into our own web page.

관련자료

댓글 0
등록된 댓글이 없습니다.

최근글


새댓글


  • 댓글이 없습니다.